السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
أعلم انني بطرحي لهذا الموضوع اخوض منطقة شائكة شديدة الحساسية لدي الكثير
من أعضاء المنتدي و عامة المسلمين, فقد توطدت عقيدة الناس في الغالب على
عدم التفرقة بين "الجن" و بين "الشياطين", و انحاز اغلبهم للدعاية الخاطئة
عن حرمة العلاقة بين العالمين حتي في صورتها المحمودة, و اني هنا بعلمي
المتواضع أحاول تفنيد ما جاء في موضوع "حكم الاستعانة بالحن و هل يكفر
المستعين به ام يأثم" وواضح من خلال عنوان الموضوع الحكم المسبق في
الموضوع, فقد حصره صاحب الموضوع في نتيجتين الأولى هي الكفر و الثانية هي
الاثم, و لم يعط الفرصة لجواب ثالث, انه "ممكن بشروط"!!!
مستعينا بالله ابدأ كلامي.
ان اول ما اود طرحه هو ان الكتاب و السنة هما مصدر التشرع الأساسي و الوحيد
في كل مناحي الحياة, و في كل امور المسلم من كبيرها لصغيرها, و لكن . . . .
. . . الكتاب و السنة ليسا مصدر لكل العلوم, وهناك العديد من الأمور
العلمية التى لم ترد بالشرع الا اجمالا و ليس تفصيلا, و ما لم يرد به نص
قاطع فهو خاضع للاجتهاد و التجربة العملية و قد يتغير حكمه من زمان الى اخر
و من مكان الى اخر, و هذا ما اود التنويه اليه اولا.
أمر اخر اود طرحه, ان الجن بأشكالهم و اطيافهم المختلفة و قبائلهم لم ترد
بالكتاب و السنة تفاصيل كثيرة عن حياتهم المعيشية و القوانين التى تحكم
عالمهم, و ليس هذا سببا للإعراض كليا عن هذا العلوم, انهم مخلوقات خلقها
الله و هم كأي مادة بالكون يمكن ان تخضع للبحث العلمي التجريبي, قد لا
تراهم اعيننا كما لا تري الكثر من مواد و خواص الكون الفسيح, نحن لانري
الكهرباء و الفايروس و موجات الارسال التلفزيوني, و لكن هناك من الاجهزة و
المعدات ما يمكننا من رصد هذه الظواهر و دراستها, لانها أولا واخير من
مخلوقات الله الذي امرنا بأن نتدبر الكون, و نتدبر بديع صنعه سبحانه, ولكن
ما يصعب الأمر بالنسبة للجن انهم "مادة عاقلة" قد يتيغير سلوكها كثيرا بين
الفينة والآخري طبقا لما يخبرها بها عقلها و ارداتها, سأترك هذا النقطة مع
وعد العودة اليها بعد ان افند النقاط التي اعتمد عليها موضوع "حكم
الاستعانة بالجن . . . . . ", لنتكلم عنها بتفصيل أكثر
النقطة الأولى:
"1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين
وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلهم ذلك ، أو
استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم 0"
اقول: ليس كل ما لم يثبت عن الرسول حرام, كما ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم "يثبت" عنه النهي في هذا الأمر.
النقطة الثانية
2)- السمة العامة لأقوال الجن والشياطين الكذب والافتراء ، وقد ثبت من حديث
أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد من الحديث ( ... صدقك وهو كذوب ... )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311 ) .
اقول:
اولا
اعترض اولا على كلمة "الجن و الشياطين", لان الشياطين طائفة من طوائف الجن,
تتميز بالكفر الشديد, و معصية الله, في حين ان الجن بهم طوائف اخري تؤمن
بالله.
ثانيا
حديث ابي هريرة رضي الله عنه يتكلم عن واحد من الشياطين و لهذا قال النبي
"صدقك و هو كذوب", إذن دعونا لا نعمم الأحكام, و لا نتهم الجن افتراء انهم
جميعا كاذبون, لان الله سبحانة سيحاسبنا على هذا الاتهام لأخواننا في الله.
النقطة الثالثة:-
"3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر ، والبعد عن منهج الكتاب والسنة ،
وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين منهم لا يفرقون بين السحرة
وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم - وبذلك تختلط الأمور
وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة العقيدة
وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين 0"
أقول:جهل العامة بأحكام الشريعة و عدم التفرقة بين الدجال و المعالج ليس
سببا وجهيا لتحريم الاستعانة بالجن, و لكن الصواب هو ان نعلم الناس ما
يجهلون, و الجاهل بعقيدته سيرتكب الكثير من المخالفات سواء في هذا الموضوع
او غيره.
النقطة الرابعة:-
"
4)- يترتب على الاستعانة فتنة للعامة ، نتيجة التعلق والارتباط الوثيق
بالأشخاص من الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق
سبحانه وتعالى 0"
أقول:-
اقول لو استعنت بأحد مشرفي المنتدي للعلاج و توكلت عليه فهو حرام, إذن الحرمة ليست في الاستعانة, الحرمة في نية الشخص المستعين.
و أقول انه لو توفر التوكل على الله لزال هذا السبب, و اقول ان الانسان
الذي لا يتوكل على الله و يعتمد بقلبه على الاسباب سيقوم بهذا العمل في كل
امور حياته و ليس في الاستعانة بالجن.
النقطة الخامسة
"5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء والزلل ، وقد يخطئون ، وينقاد
المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو الشرك أو محظور شرعي
بحسب حال مخالفته الشرعية ."
وأقول:
يستوي في ذلك الجن و الأنس معا, فنحن جميعا غير معصومين, و لو كان عدم
العصمة سببا لتحريم التعامل او الاستعانة لحرمنا الاستعانة بالبشر أيضا في
أي أمور الحياة.
النقطة السادسة:-
")- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيفا في نظرهم وفي
نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فتجعل
الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له ملك السماوات
والأرض وهو على كل شيء قدير ."
أقول:-
اولا:-وما يدرينا ان الاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيف في نظرهم و في نظر غيرهم؟ انهم اسباب خلقها الله كما خلق غيرها.
ثانيا:و هل الاستعانة بمخلوقات الله تنافي الاستعانة بالله؟ لا حول ولا قوة الا بالله,و إنا لله و انا اليه راجعون.
أعلم انني بطرحي لهذا الموضوع اخوض منطقة شائكة شديدة الحساسية لدي الكثير
من أعضاء المنتدي و عامة المسلمين, فقد توطدت عقيدة الناس في الغالب على
عدم التفرقة بين "الجن" و بين "الشياطين", و انحاز اغلبهم للدعاية الخاطئة
عن حرمة العلاقة بين العالمين حتي في صورتها المحمودة, و اني هنا بعلمي
المتواضع أحاول تفنيد ما جاء في موضوع "حكم الاستعانة بالحن و هل يكفر
المستعين به ام يأثم" وواضح من خلال عنوان الموضوع الحكم المسبق في
الموضوع, فقد حصره صاحب الموضوع في نتيجتين الأولى هي الكفر و الثانية هي
الاثم, و لم يعط الفرصة لجواب ثالث, انه "ممكن بشروط"!!!
مستعينا بالله ابدأ كلامي.
ان اول ما اود طرحه هو ان الكتاب و السنة هما مصدر التشرع الأساسي و الوحيد
في كل مناحي الحياة, و في كل امور المسلم من كبيرها لصغيرها, و لكن . . . .
. . . الكتاب و السنة ليسا مصدر لكل العلوم, وهناك العديد من الأمور
العلمية التى لم ترد بالشرع الا اجمالا و ليس تفصيلا, و ما لم يرد به نص
قاطع فهو خاضع للاجتهاد و التجربة العملية و قد يتغير حكمه من زمان الى اخر
و من مكان الى اخر, و هذا ما اود التنويه اليه اولا.
أمر اخر اود طرحه, ان الجن بأشكالهم و اطيافهم المختلفة و قبائلهم لم ترد
بالكتاب و السنة تفاصيل كثيرة عن حياتهم المعيشية و القوانين التى تحكم
عالمهم, و ليس هذا سببا للإعراض كليا عن هذا العلوم, انهم مخلوقات خلقها
الله و هم كأي مادة بالكون يمكن ان تخضع للبحث العلمي التجريبي, قد لا
تراهم اعيننا كما لا تري الكثر من مواد و خواص الكون الفسيح, نحن لانري
الكهرباء و الفايروس و موجات الارسال التلفزيوني, و لكن هناك من الاجهزة و
المعدات ما يمكننا من رصد هذه الظواهر و دراستها, لانها أولا واخير من
مخلوقات الله الذي امرنا بأن نتدبر الكون, و نتدبر بديع صنعه سبحانه, ولكن
ما يصعب الأمر بالنسبة للجن انهم "مادة عاقلة" قد يتيغير سلوكها كثيرا بين
الفينة والآخري طبقا لما يخبرها بها عقلها و ارداتها, سأترك هذا النقطة مع
وعد العودة اليها بعد ان افند النقاط التي اعتمد عليها موضوع "حكم
الاستعانة بالجن . . . . . ", لنتكلم عنها بتفصيل أكثر
النقطة الأولى:
"1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين
وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلهم ذلك ، أو
استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم 0"
اقول: ليس كل ما لم يثبت عن الرسول حرام, كما ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم "يثبت" عنه النهي في هذا الأمر.
النقطة الثانية
2)- السمة العامة لأقوال الجن والشياطين الكذب والافتراء ، وقد ثبت من حديث
أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد من الحديث ( ... صدقك وهو كذوب ... )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311 ) .
اقول:
اولا
اعترض اولا على كلمة "الجن و الشياطين", لان الشياطين طائفة من طوائف الجن,
تتميز بالكفر الشديد, و معصية الله, في حين ان الجن بهم طوائف اخري تؤمن
بالله.
ثانيا
حديث ابي هريرة رضي الله عنه يتكلم عن واحد من الشياطين و لهذا قال النبي
"صدقك و هو كذوب", إذن دعونا لا نعمم الأحكام, و لا نتهم الجن افتراء انهم
جميعا كاذبون, لان الله سبحانة سيحاسبنا على هذا الاتهام لأخواننا في الله.
النقطة الثالثة:-
"3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر ، والبعد عن منهج الكتاب والسنة ،
وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين منهم لا يفرقون بين السحرة
وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم - وبذلك تختلط الأمور
وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة العقيدة
وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين 0"
أقول:جهل العامة بأحكام الشريعة و عدم التفرقة بين الدجال و المعالج ليس
سببا وجهيا لتحريم الاستعانة بالجن, و لكن الصواب هو ان نعلم الناس ما
يجهلون, و الجاهل بعقيدته سيرتكب الكثير من المخالفات سواء في هذا الموضوع
او غيره.
النقطة الرابعة:-
"
4)- يترتب على الاستعانة فتنة للعامة ، نتيجة التعلق والارتباط الوثيق
بالأشخاص من الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق
سبحانه وتعالى 0"
أقول:-
اقول لو استعنت بأحد مشرفي المنتدي للعلاج و توكلت عليه فهو حرام, إذن الحرمة ليست في الاستعانة, الحرمة في نية الشخص المستعين.
و أقول انه لو توفر التوكل على الله لزال هذا السبب, و اقول ان الانسان
الذي لا يتوكل على الله و يعتمد بقلبه على الاسباب سيقوم بهذا العمل في كل
امور حياته و ليس في الاستعانة بالجن.
النقطة الخامسة
"5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء والزلل ، وقد يخطئون ، وينقاد
المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو الشرك أو محظور شرعي
بحسب حال مخالفته الشرعية ."
وأقول:
يستوي في ذلك الجن و الأنس معا, فنحن جميعا غير معصومين, و لو كان عدم
العصمة سببا لتحريم التعامل او الاستعانة لحرمنا الاستعانة بالبشر أيضا في
أي أمور الحياة.
النقطة السادسة:-
")- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيفا في نظرهم وفي
نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فتجعل
الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له ملك السماوات
والأرض وهو على كل شيء قدير ."
أقول:-
اولا:-وما يدرينا ان الاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيف في نظرهم و في نظر غيرهم؟ انهم اسباب خلقها الله كما خلق غيرها.
ثانيا:و هل الاستعانة بمخلوقات الله تنافي الاستعانة بالله؟ لا حول ولا قوة الا بالله,و إنا لله و انا اليه راجعون.